تبحث قصائد هذا الديوان بدأب عن حقائق الوجود، وتتأمل في علاقات الأشخاص والأشياء. إنها نصوص -كما كُتِب عنها- "ممتلئة بالأسئلة، ثقيلة بالدلالات المنفرجة على الاحتمالات، إنه موقف الشاعرة من القضايا اليومية العميقة والسطحية معا؛ تذهب إلى سؤال السماء كما تذهب إلى سؤالك عن ستائر الغرفة أو طعم القهوة أو ضياع وردة في البيت".
اقتباس
"من الآن فصاعدًا / أيتها الحياة / سأسمّيكِ الضحك / وكلُّ هذه الكلمات الراكضة في حقل الفراغ والمتعة/ ستكونُ جمهورَك/ ستكون الكلماتُ المتحدة/ جمهورَ الضحك".
رواية شعرية عن أعمى يحدث له بعد إقامة طويلة في بلدته ما يضطره للرحيل وحيدًا بلا قائد بحثًا عن النور، وفي سفره ذاك يقابل شخصيات مختلفة وتقتاده الأقدار بعد أحداث كثيرة ليدخل في رحلتين جسدية وروحية، فهل سينجح في مسعاه؟ ذلك ما سنكتشفه في هذا الكتاب السمعي.
يقدم الشاعر في هذا الديوان للقارئ العربيّ "قبضة من الشعر" – كما يصفها- "كانت قد أشاعتها يد الإهمال، وسفت عليها ريح النسيان، فكادت أن تتلاشى، وتذهب أدراج الرياح، لولا أن منّ الله عليها بنظرة من نظراته، وقيّض لها من انتشلها من براثن الضياع، فجاءت والحمد لله مجموعة قيمة" من القصائد.
تحتفي هذه المجموعة الشعرية التي كتب محمد الحارثي قصائدها بين عامي 2005 و2012 بوسائل الكتابة القديمة – قلم الرصاص والآلات الكاتبة- ويصوّر فيها الشاعر بحميمية علاقته بالإنسان والأشياء، وحنينه للعودة إلى الحياة البدائية البسيطة، ويحاور شعراء العالم وأدباءه ويرسل لهم تحايا عبر نصوصٍ تقرأ نصوصهم وتؤاخيها، وعبر إهداءات لهم واعتذارات.
اختيارات من الشعر العُماني القديم الذي يتميز بالحداثة الشعرية القادرة على البقاء مع الزمن، وهي الحداثة التي يعرفها المؤلف بأنها "لحظة توتر مع البنى السائدة والمهيمنة في المجتمع، سواء أكانت هذه البنى لغوية أو ثقافية".