قصائد تحتفي بالعتمة كحالة فلسفية تتضمن نورًا روحانيًا مختبئًا، وتُقدِّم صورًا متنوعة للّيل الذي يمثل رحلة تأملية عميقة في الذات والعالم، مفعمة بالاغتراب والبحث عن المعنى.
اقتباس
عندما بكى أبي / أمام النخلةِ التي قصفها البرقُ / أحسستُ بأخوَّتي للنخلة / التي عانقتُها صارخًا / "لا تذهبي بعيدًا عن العائلة أيتُها الجريحة".
تبحث قصائد هذا الديوان بدأب عن حقائق الوجود، وتتأمل في علاقات الأشخاص والأشياء. إنها نصوص -كما كُتِب عنها- "ممتلئة بالأسئلة، ثقيلة بالدلالات المنفرجة على الاحتمالات، إنه موقف الشاعرة من القضايا اليومية العميقة والسطحية معا؛ تذهب إلى سؤال السماء كما تذهب إلى سؤالك عن ستائر الغرفة أو طعم القهوة أو ضياع وردة في البيت".
يتضمن هذا الكتاب الضخم الآثار الشعرية لشاعر عُمان الكبير ناصر بن سالم بن عُديِّم الرواحي المعروف بــ"أبي مسلم البهلاني"، شاعر زمانه، وفريد أوانه، الذي أدرجته منظمة اليونسكو ضمن الشخصيات المؤثرة عالميًّا عام 2020 في الذكرى المئوية لوفاته. وهو أول كتاب يضمّ كل ما كتب البهلاني من شعر، وقد قدم له محمد الحارثي بدراسة مستفيضة عن شعره وحياته وتكوينه الثقافي والمعرفي، ودوره التنويري والاستنهاضي للأمة، استغرقت نحو مائة صفحة من الكتاب.
يقدم الشاعر في هذا الديوان للقارئ العربيّ "قبضة من الشعر" – كما يصفها- "كانت قد أشاعتها يد الإهمال، وسفت عليها ريح النسيان، فكادت أن تتلاشى، وتذهب أدراج الرياح، لولا أن منّ الله عليها بنظرة من نظراته، وقيّض لها من انتشلها من براثن الضياع، فجاءت والحمد لله مجموعة قيمة" من القصائد.
اختيارات من الشعر العُماني القديم الذي يتميز بالحداثة الشعرية القادرة على البقاء مع الزمن، وهي الحداثة التي يعرفها المؤلف بأنها "لحظة توتر مع البنى السائدة والمهيمنة في المجتمع، سواء أكانت هذه البنى لغوية أو ثقافية".