يتضمن هذا الكتاب الضخم الآثار الشعرية لشاعر عُمان الكبير ناصر بن سالم بن عُديِّم الرواحي المعروف بــ"أبي مسلم البهلاني"، شاعر زمانه، وفريد أوانه، الذي أدرجته منظمة اليونسكو ضمن الشخصيات المؤثرة عالميًّا عام 2020 في الذكرى المئوية لوفاته. وهو أول كتاب يضمّ كل ما كتب البهلاني من شعر، وقد قدم له محمد الحارثي بدراسة مستفيضة عن شعره وحياته وتكوينه الثقافي والمعرفي، ودوره التنويري والاستنهاضي للأمة، استغرقت نحو مائة صفحة من الكتاب.
اقتباس
"حَمَلُوا عِصِيَّهُمُ وأحملُ سُبْحةً / شتَّانَ بين سِلاحِهم وسِلاحي
ظَلَموا فما انتصَرَ الحُسامُ لظُلمِهِم / ولَكَمْ قصمتُ الجيشَ بالمسْباحِ"
يقدم الشاعر في هذا الديوان للقارئ العربيّ "قبضة من الشعر" – كما يصفها- "كانت قد أشاعتها يد الإهمال، وسفت عليها ريح النسيان، فكادت أن تتلاشى، وتذهب أدراج الرياح، لولا أن منّ الله عليها بنظرة من نظراته، وقيّض لها من انتشلها من براثن الضياع، فجاءت والحمد لله مجموعة قيمة" من القصائد.
تحتفي هذه المجموعة الشعرية التي كتب محمد الحارثي قصائدها بين عامي 2005 و2012 بوسائل الكتابة القديمة – قلم الرصاص والآلات الكاتبة- ويصوّر فيها الشاعر بحميمية علاقته بالإنسان والأشياء، وحنينه للعودة إلى الحياة البدائية البسيطة، ويحاور شعراء العالم وأدباءه ويرسل لهم تحايا عبر نصوصٍ تقرأ نصوصهم وتؤاخيها، وعبر إهداءات لهم واعتذارات.
قصائد تحتفي بالعتمة كحالة فلسفية تتضمن نورًا روحانيًا مختبئًا، وتُقدِّم صورًا متنوعة للّيل الذي يمثل رحلة تأملية عميقة في الذات والعالم، مفعمة بالاغتراب والبحث عن المعنى.
تبحث قصائد هذا الديوان بدأب عن حقائق الوجود، وتتأمل في علاقات الأشخاص والأشياء. إنها نصوص -كما كُتِب عنها- "ممتلئة بالأسئلة، ثقيلة بالدلالات المنفرجة على الاحتمالات، إنه موقف الشاعرة من القضايا اليومية العميقة والسطحية معا؛ تذهب إلى سؤال السماء كما تذهب إلى سؤالك عن ستائر الغرفة أو طعم القهوة أو ضياع وردة في البيت".