يتضمن الكتاب أكثر من أربعين نصّا أدبيًّا مما يصنفه نقاد الأدب بـ"قصص قصيرة جدا"، تسرد بلغة مكثفة حكايات من الحياة اليومية عن الأم والأب والوطن والحب والحرب، وغيرها من العوالِم القصصية التي تنسج الكاتبة خيوطها بتمكّن، موظِّفة أهم تقنيات هذا النوع من الكتابة القصصية من مفتتح مشوِّق، ونهاية مفاجئة مثيرة للتأمل والرغبة في إعادة القراءة.
اقتباس
صار عمرنا أربعين عاما ولم يعد أحد من الحرب .لذلك اتفقنا صديقتي وأنا على أن نتزوج رجلا واحدا، سنتزوج أول جندي يعود، ولكنه حين عاد كانت يداه مقطوعتين، فألبستها أنا خاتم الزفاف وهي ألبستني، بينما كان هو يقف بيننا ويبتسم.
: تسرد هذه المجموعة القصصية في اثنتي عشرة قصة سيرة نساء، قويات لا يرضين بدور الأميرة التي تنتظر أمير الحكايات لإنقاذها، وأخريات حالمات بالتغيير ولكن لا يبذلن مجهودا كافيا لتحقيقه، ونوع ثالث من النساء مستكينات للواقع ومتصالحات معه، ويمشين حسبما هو مرسوم. كل ذلك بروح شعرية تتضمنها هذه القصص رغم وضوح لغتها وابتعادها عن الزخرفة والتزويق، وبتقنيات قص متنوعة تتراوح بين السرد التقليدي، وتشظية الحكاية، والقصة داخل القصة، وتوظيف الحكايات الشعبية، والرموز.
قصص تنحاز للإنسان البسيط الباحث عن كُوّة نور في نفق الحياة المظلم، وتحضر فيها بلغة أدبية رصينة عوالم الطيور والأطفال والجدران والأسرّة والشارع والباب واللوحة.
يتضمن الكتاب 18 قصة قصيرة تقتنص لحظات ذاتية في حياة سارد أو ساردة القصة وتُعمقها، مقدِّمةً رؤية مختلفة للحياة، وعارِضةً لمكابدات أبطال هذه القصص مع الفراغ والضجر. كل ذلك في سرد ماكر وبلغة سلسة والتقاطات مدهشة لمواقف قد تبدو لأول وهلة عادية، لكن سرعان ما تتكشف طبقات مختلفة من التأويلات لهذه المواقف. وقد فازت هذه المجموعة القصصية بجائزة أفضل مجموعة قصصية صدرتْ في عُمان عام 2016 التي منحتْها لها الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء.