تدور أحداث الرواية في قرية عُمانية وتسرد حكاية سالم بن عبدالله أحد مقتفي أثر الماء، ويسمى "القافر"، حيث يستعين به أهالي قريته والقرى المجاورة في البحث عن منابع المياه الجوفية. وهي الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) عام 2023م.
اقتباس
"في الأيام الأولى كان صوته يرن في أذنيها، تأتيها خيالاته وهو يشرب الماء بقربها ثم يقول لها: كلّ حدّ يسقيه الله فهالدنيا من روح إنسان ثاني، كلّ حدّ عطشان الين يلقى لماه".
جدات يورثن حكاياتهن لحفيداتهن، وحفيدات يبحثن عن الخلاص في حكايات المنسيين، في رواية تسرد حكايات مستلة من جبال عُمان وأفلاجها وسواقيها وحصونها، حكايات تتناسل من بعضها البعض لكن ينظمها في الوقت نفسه خيط رفيع تُمسك به الكاتبة باقتدار.
تسرد الرواية حكاية التناقضات التي يعيشها أهل قرية خيالية، حيث الكذب والغش والخداع والسعي للسلطة بأي ثمن، وحياكة المؤامرات ضد بعضهم البعض، ورغم ذلك نجد معظمهم يحاول تصدير صورة أخرى عن نفسه، صورة مثالية في ادعاء الصدق والفضيلة. وقد صعدت هذه الرواية إلى القائمة الطويلة في جائزة البوكر العربية للرواية سنة 2008.
: حكاية محامٍ لديه مكتبٌ في وول ستريت بمدينة نيويورك، يوظِّف ناسخًا جديدًا يُدعى بارتلبي، الذي يعمل بجد في البداية، ولكنه – أي بارتلبي – يبدأ بمرور الوقت، في رفض أداء مهامه المعتادة قائلًا ببساطة: "أُفضِّل ألّا..". تمثل شخصية بارتلبي في هذه القصة رمزًا للمقاومة السلبية ضد الرتابة والقيود الاجتماعية، وتسلط الضوء على العزلة، والغموض، والعجز في مواجهة القواعد الصارمة للمجتمع الحديث.
رواية تستقي أحداثها من عدّة سياقات تاريخية؛ نجح الكاتب في تذويبها داخل حبكة درامية تتسم بالتعقيد والضبط التاريخي. بدءا مع نشوء المطبعة العربية في أوروبا، والتنافس على المخطوطات العربية بين المستعربين في أوروبا، ومرورا بمأساة شعب الموريسكيين خلال وبعد مرسوم طردهم من إسبانيا في عام 1609م، ووصولا إلى الصراعات الدينية داخل أوروبا والعلاقات المرتبكة مع الدولة العثمانية.